…التسويق و كذا
اقترب نهاية الربع الأخير من العام، عام كان مليء بالإنجازات التي لاتعد ولا تحصى، و مازالت الانجازات تأتي كغيث جميل تتغير فيها المزاج و تنتعش بها الحياة في الشركة التي قد اكملت عدة أعوام و قد زاد عدد عملائها و مستوى رضائهم بالخدمة من اعلى المستويات في السوق، و مع نهاية العام يمكث فريق التسويق ليدرس ما حل بالعام و ما تعلموه من دروس و ما يجب ان يتفادوه من أخطاء، والنتائح التي تم تحقيقها على هامش التوقعات، و كيف بامكانهم تسريع عملية التسويق لمختلف الجهات لكي يحققوا النتائج بالتمام والكمال.
ومن تلكم الدراسة يتم تجهيز خطة العام التالي و يتم تقديمها الى مجلس الادارة الموقر بعد موافقة الهيكل الاداري للشركة و تجميع و تسوية جميع الخطط على مستوى جميع الادارات لكي تكون الاستراتيجية موحدة و متكاملة الأطراف، و قد اجمعت ادارة الشركة أن الخطة للعام القادم تحمل في طياتها الكثير من التحديات ولكن ان تم الموافقة على الاستراتيجية والميزانية التي تحتاجها الشركة ستكمل الشركة مسارها الناجح و تحقق المزيد والمزيد من النجاح والتطور المستمر، والجميل في هذا العمل الرائع تلاحم السواعد الوطنية ذوي الخبرات الواسعة في المجال لبناء أطر و خلق فرص جديدة رغم صعوبة السوق من حيث المنافسين و ملائتهم المالية الضخمة.
و في موعد الاجتماع مع مجلس الإدارة يبدأ الجضور من ادارة الشركة تقديم الصورة الحالية والنتائج المتوقعة، قصة لا تخفى في طياتها انواع النقاش و الجدال و اللوم و الارشاد فالطموح لا سقف له والارادة لا حدود لها، حيث يبقى الفريق هم اساس نجاح الشركة و مركز استمراريتها، و مع بدء مشاركة الاستراتيجية القادمة التي تحوي الاهداف والطموح و كيفية الوصول و ماهية التسويق و الميزانية التي يحتاج الشركة صرفها للعمل على الاسترتيجية، يبدأ هناك نقاش من نوع آخر، و هنا تكمن المشكلة .......
فكيف بالامكان من كادر وطني بحت ذو خبرة في المجال و وجهة نظر مدعومة ببيانات و ارقم و حقائق و وقائع من تحقيق الاسترتيجية، ويبدأ الجدال حول كل خط و كل كلمة و كل خطوة و كل ريال و الفريق جاهز و قادر على مجابهة هذه الاسئلة لايمانهم ان الشركة بامكانها تحقيق المزيد ان تمت الموافقة على الخطة، و من أسهل الامور التي يتم الجدال فيها هو التسويق، لأن كل شخص له رأي بخصوص التسويق، والاراء قلما ان تكون هادفة او مدروسة، هي فقط اراء و افكار عشوائية القليل منها قد يكون له أثر ولكن الغالب انها هدر للوقت و للجهود و ايضا تشكيك في كفاءة الكادر الوطني المتحمس، فتتولد افكار شاورميا فشانستيا منبثقة من مطالعة مشاهير التواصل الإجتماعي بعد صلاة العشاء، والتي ليس لها مضمون او صلة بطموح الشركة، و بعد كل فكرة جهنمية يتباهى القائل و يفرد ريشه كالطاووس و يقول العبارة المشهورة ... هذا التسويق و كذا !!!!! ويأتي الأمر بمراجعة الاسترتيجية و عرضها مرة أخرى من دون سبب واضح، وكأن المبدأ لاتقبل بأول عرض مهما كانت متكاملة .
وتمر الاشهر و يتغير الفريق، و يتم ضخ خبرات خواجية لمراجعة و ادارة الخطة، و يأتي الخواجة الخبير و يراجع الخطة من كل الجوانب، و يحاول في اكتشاف الثغرات و الاعتراض فقط للاعتراض وبالاخير يقتنع Mr. John بأنها الخطة الملائمة و يطلب من الفريق تعديلات طفيفة اغلبها شكليات، ويأتي الموعد و يتقدم Mr. John و يقدم بنفس الطريقة و نفس الفكرة و نفس البيانات لنفس مجلس الإدارة ولربما كان الاختلاف في طريقة اللبس او اللكنة الاجنبية المتقنة فقط، وهنا يأتي العجاب فبالرغم من الاختلاف الطفيف، يرتفع صوت من اصوات المجلس ويقول AMAZING ، و يقف له مصفقا و منبهرا بالاسترتيجية و بما قدمه لمجلس الادارة، و يتم تبادل النظرات بين الكادر الوطني لمعرفة واكتشاف المختلف بين العرضين.
وهنا يأتي السؤال الرئيسي: متى يتم تقدير الجهد والخبرة المحلية؟ للأسف، في بعض الأحيان، يميل بعض الأعضاء نحو الاقتراحات الأجنبية، حتى لو كانت تقديماتهم قريبة جدًا من ما قُدِم من قبل الفريق المحلي.
التحدي الحقيقي يكمن في التغييرالفعلي و ليس القولي فقط لهذه النظرة النمطية البائسة للكفاءات والخبرات المحلية التي تبذل قصارى جهدها من أجل تطوير ونجاح الشركة والمجتمع والوطن، حيث لا نستبعد وجهة نظر الكفاءات العالمية، لكن يبقى للوطن أوفياء هم أدرى بما يتلائم للنمو والتطور.